عاجل

الأحد، 10 يوليو 2011

شوارع الخرطوم خلت من المارة حزنا على انفصال جنوب السودان

لم يجد سكان العاصمة السودانية الخرطوم طرقا للتعبير عن مصابهم بانفصال الجنوب إلا الصمت والانزواء بعيدا عن المشاركة في ما أطلق عليها خبراء سياسيون وأمنيون "جريمة العصر" في السودان.
وقررت غالبية سكان الخرطوم اعتزال الشارع والأسواق والطرقات حزنا من جهة على ذهاب جزء من السودان،

وخوفا من الجهة الثانية من قادم ربما يكون أسوأ.
لكن ورغم صمت الخرطوم اليوم الباكي وخوفها المشروع، فقد أعلنت قبولها برغبة الجنوبيين في اختيارهم الانفصال، متمنية لهم المضي قدما في بناء دولتهم التي يرجون.
وخلت شوارع العاصمة على غير عادتها من المارة والباعة المتجولين وغيرهم من الناس، فيما اعتبره خبراء أمنيون نتيجة حتمية لما يحسه المواطن من مأساة وألم على فقد جزء عزيز من بلده بعدما ضحى كثير من أبناء السودان في سبيل بقاء الجنوب ضمن منظومة الوطن.
حسن بيومي:لا أحد يريد أن يرى إهانة العلم السوداني حينما ينزل من مؤسسات جوبا ويسلم إلى عمر البشير وكأنه علم دولة استعمارية
أعمال عنف
ولم يستبعد المراقبون من أن ما نشر خلال الأيام الماضية من إمكانية وقوع بعض أعمال العنف والانفلات الأمني بوسط الخرطوم قد ساهم هو الآخر في التزام المواطنين منازلهم.
واعتبر الخبير الأمني العميد حسن بيومي أن هناك إحباطا عاما قد اعترى السودانيين "مما جعلهم يلزمون منازلهم ويتجرعون مرارة وألم تمزيق السودان كل بطريقته"، مشيرا إلى أن خلو الشارع السوداني "انعكاس للحالة النفسية التي يعيشها (الشارع) الآن".
ورأى في حديث للجزيرة نت أن مواطن الخرطوم "يريد أن ينطوي على نفسه ولا يرغب في رؤية الآخرين مما قد يساهم في زيادة معاناته"، مستبعدا أن يكون ذلك انعكاسا لتخوف من انفلات أمني متوقع.
وأضاف أن "لا أحد يريد أن يرى إهانة العلم السوداني حينما ينزل من مؤسسات جوبا ويسلم إلى (الرئيس السوداني) عمر البشير وكأنه علم دولة استعمارية كما حدث في إنزال العلم البريطاني المصري بالخرطوم قبل أكثر من نصف قرن".
 الأمين: السودان أضاع في هذا اليوم جزءا عزيزا من ترابه (الجزيرة نت)
مسؤولية سياسيةوانتقد بيومي "قيام فريق في القوات المسلحة السودانية -أدى القسم للحفاظ على وحدة السودان- بتلاوة بيان اعتراف الحكومة بذهاب الجنوب"، متسائلا عن عدم تحميل مسؤولية ذلك للسياسيين الذين اقترفوا هذا الجرم.
أما الخبير الأمني محمد عباس الأمين فعزى عزوف المواطنين عن الخروج من منازلهم لوجود احتياطات أمنية كانت قد أعلنت عنها الحكومة من قبل، مشيرا إلى سيطرة الحزن على جميع السودانيين باستثناء "قلة قليلة".
ووصف في حديث للجزيرة نت اليوم بالحزين في تاريخ السودان بغض النظر عما يقال هنا أو هناك، مشيرا إلى أن التاريخ سيسجل أن "السودان قد أضاع في هذا اليوم جزءا عزيزا من ترابه".
ولم يستبعد الأمين أن يكون ما نقل خلال الأيام الماضية من تحذيرات بوجود مخططات لزعزعة الأمن والاستقرار بالعاصمة قد ساهم بشكل كبير في تحاشي المواطنين الخروج للشارع إلا للضرورة.
 أبو عيسى: انفصال الجنوب أمر غير مهضوم مهما كان (الجزيرة نت)
صمت مبكمن جهته، وصف الخبير السياسي فاروق أبو عيسى الأمر بأنه حالة صمت مبك "يعبر عن موقف السودانيين نتيجة تمزق بلدهم".
وقال للجزيرة نت إن المواطنين "جلسوا ليتلقوا العزاء في منازلهم على وطنهم لأن من لم يحزن (في هذا اليوم) يشك في وطنيته"، معتبرا أن انفصال الجنوب أمر غير مهضوم مهما كان.
وأعرب عن أمله في أن يكون الجنوب "نهاية مطاف رحلة تمزيق السودان"، داعيا الحكومة للجلوس مع كافة حاملي السلاح وفي جميع الأقاليم لمصالحتهم منعا لتكرار تجربة الجنوب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق