عاجل

واحة الأدب

قصيدة السلفية .. رائعة ..

قال ابن الجوزي في المنتظم في التاريخ (جزء 7 ص 152) في ذكر أحداث سنة 510 في ترجمة محفوظ بن أحمد بن الحسن الكلواذي:

محفوظ بن أحمد بن الحسن الكلوذاني أبو الخطاب ولد في شوال سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة وسمع أبا محمد الجوهري والعشاري وابن المسلمة والقاضي أيا يعلى وتفقه عليه وقرأ الفرائض على الوني وصنف وانتفع بتصنيفه وحدث وأفتى ودرس وشهد عند قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني وكان ثقة ثبتًا غزير الفضل والعقل وله شعر مطبوع حدثنا عنه أشياخنا‏.‏

وأنشدنا محمـد بـن ناصـر الحافـظ قـال أنشدنـا أبـو الخطاب محفوظ بن أحمد لنفسه‏:‏



دع عنك تذكار الخليط المنجد** والشـوق نحو الآنسات الخرد
وَالنوح في أطلال سعـدى إنمـا ** تذكار سعدى شغل من لم يسعد
واسمع مقالي إن اردت تخلصـًا ** يوم الحساب وخذ بهديي تهتد
واقصد فإني قد قصدت موفقا ** نهج ابـن حنبـل الإمـام الأوحـد
خير البرية بعد صحـب محمـد ** والتابعين إمام كل موحـد
ذي العلم والرأي الأصيل ومن حوى ** شرفًا علا فوق السها والفرقد
واعلم بأني قد نظمت مسائلًا ** لم آل فيها النصح غيرمقلد
واجبت عن تسآل كل مهـذب ** ذي صولة عند الجـدال مُسـوَّد
هجر الرقاد وبات سَاهِـر ليلـه ** ذي همـة لا يستلذ بمرقد
قالوا فهـل رب الخلائـق واحـد ** قلت الكمال لربنا المتفـرد
قالوا فهل لله عندك مشبه ** قلت المشبه في الجحيم الموصد
قالوا فهل تصف الإلـه أبـن لنـا ** قلت الصفات لذي الجلال السَّرمد
قالوا فهل تلك الصفـات قديمـة ** كالذات قلت كذاك لم تتجـدد
قالوا فأنـت تـراه جسمـًا مثلنـا ** قلـت المجسـم عندنا كالملحد
قالوا فهل هو في الأماكـن كلهـا ** فأجبت بل في العلو مذهب أحمد
قالوا أتزعم أنْ على العرش استوى ** قلت الصواب كذاك أخبر سيدي
قالوا فما معنى استواه أبن لنا ** فأجبتهـم هـذا سـؤال المعتـدي
قالـوا النـزول فقلـت ناقلـة له ** قوم تمسكهم بشرع محمـد
قالـوا فكيف نزوله فأجبتهم ** لم ينقل التكييف لي في مسنـد
قالـوا فينظـر بالعيـون أبـن لنـا ** فأجبت رؤيته لمن هو مهتدي
قالـوا فهـل للهّ علم قلت ما ** من عالم إلا بعلم مرتـدي
قالوا فأفعـال العبـاد فقلـت مـا ** من خالق غير الاله الأمجد
قالوا فهـل فعـل القبيـح مـراوده ** قلت الاراعة كلها للسيد
لو لم يـرده‏!‏ لكـان ذاك نقيصـة ** سبحانه عن أن يعجز في الردي
قالـوا فمـا الايمـان قلـت مجاوبـًا ** عمل وتصديق بغير تبلـد
قالـوا فمـن بعد النبي خليفة ** قلـت الموحـد قبـل كـل موحـد
حاميه في يوم العريش ومـن لـه ** في الغارمسعد يا له من مسعد
خيـر الصحابه والقرابة كلهم ** ذاك المؤيد قبل كـل مؤيـد
قالوا فمن صديق أحمد قلت من ** تصديقه بين الـورى لـم يجحـد
قالوا فمن تالي أبي بكر الرضا ** قلت الامارة في الأمام الأزهد
فـاروق أحمـد والمهـذب بعده ** نصـر الشريعـة باللسـان وباليـد
قالوا فثالثهم فقلت مسارعًا ** مـن بايع المختار عنه باليد
صهر النبي على ابنتيه ومن حوى ** فضلين فضل تلاوة وتهجد
أعني أبا الحسن الإمام ومـن لـه ** بيـن الانـام فضائل لم تجحد
ولعم سيدنا النبي مناقب ** لـو عددت لم تنحصربتعدد
أعني أبا الفضل الذي استسقى به ** عمـر أوان الجـدب بيـن الشهًـدِ
ذاك الهمام أبوالخلائف كلهم ** نسقا إلى المستظهربـن المقتـدي
صلى الإله عليه ماهبت صَبـًا ** وعلـى بنيـه الراكعين السجد
وأدام دولتهم علينا سرمدًا ** ما حن في الأسحار كل مغرد
قالوا أبان الكلوذاني الهدى ** قلت الذي فوق السماء مؤيدي