عاجل

الأحد، 10 يوليو 2011

شهر شعبان فضائل وأحكام

كتبه/ عصام حسنين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فإن لشهر شعبان عند الله تعالى فضيلة، فقد جعله الله نفحة من نفحاته، ومضمارًا للتسابق بين عباده إلى مرضاته، ولعظيم فضله رأينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصومه إلا قليلاً، ففي الصحيحين ِ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَت (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لا يَصُومُ، وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إِلا رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْتُهُ فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْهُ صِيَامًا فِي شَعْبَانَ) 


وفي رواية انفرد بها مسلم قالت (كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلا قَلِيل)، وعند أبي داود بسنده عن أم سلمة -رضي الله عنها- عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَصُومُ مِنْ السَّنَةِ شَهْرًا تَامًّا إِلا شَعْبَانَ يَصِلُهُ بِرَمَضَانَ)صحيح ( صحيح أبي داود: 2336)
وطريقة الجمع بين هذه الروايات أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يصوم أغلبه، قاله ابن المبارك، واختاره ابن حجر حيث قال: "وهو الصواب لأن أولى ما تفسر به الرواية  رواية أخرى" فتح الباري: 4/252
ويستدل بهذه الأحاديث أيضًا على أن أفضل الصيام بعد رمضان شهر شعبان، لمواظبته -صلى الله عليه وسلم- على صوم أكثر شهر شعبان، ويحمل حديث: (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم) على التطوع المطلق، والله أعلم.
والحكمة من صومه  -صلى الله عليه وسلم- أكثر شهر شعبان:
أولا: كان -صلى الله عليه وسلم- يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، فربما شغل عن الصيام أشهرًا، فيجمع ذلك في شعبان ليدركه قبل صيام الفرض.
ثانيًا: أنه فعل ذلك تعظيمًا لرمضان، فهو صوم بمثابة السنة لفرض الصلاة قبلها تعظيمًا لحقها.
ثالثا: أنه شهر ترفع فيه الأعمال، فأحب -صلى الله عليه وسلم- أن يرفع عمله وهو صائم.
قال ابن القيم في تهذيب السنن: من فضائل هذا الشهر الكريم:
ترفع فيه الأعمال إلى الله -عز وجل- (فعن أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ. قَالَ: ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ) حديث حسن رواه النسائي (صحيح الترغيب).
فالأعمال ترفع إلى  الله -عز وجل- كل يوم إجمالا وتفصيلا كما في الصحيحين: (يرفع إليه عمل الليل قبل النهار، وعمل النهار قبل الليل) وكذلك ترفع إليه أعمال الجمعة في يومي الاثنين والخميس، لذلك كل -صلى الله عليه وسلم- يصومهما، وترفع إليه أعمال السنة في شهر شعبان.عون المعبود 7/72

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق