عاجل

الثلاثاء، 19 يوليو 2011

وليد الشيخ.. صائد ضحكات ثوار التحرير

تحول إلى صياد ضحكات في ميدان التحرير، واستطاع بمجموعة من الدمى السياسية لبعض الزعماء العرب أن يخفف من عناء المتظاهرين، ويعيدهم من خلال أصابع الماريونت إلى أجواء فن العرائس، وعرض (الليلة الكبيرة) الشهير الذي لا يزال يضحك الصغار والكبار معا.

يروى فنان العرائس وليد الشيخ تجربته بحسب ما ورد بجريدة الشرق الأوسط، مؤكدا أن الماريونت فن فرجة بالأساس، وهو فن جذاب، فالعروسة كلها تتحرك وترقص أفضل من أي راقصة، كما أنه عالم يجبرك على أن تعيش معه الحالة التي يقوم بها، وما تريد توصيله من أفكار أو مضمون يصل بسهولة من خلال هذا الفن للأطفال وأيضا الكبار. يكمل الشيخ حديثه:"العرائس من الممكن أن تبني مجتمعا، فضلا عن أنها تسلط الضوء على قيمنا وأخلاقنا وأعرافنا الاجتماعية والثقافية، فن العرائس قبل ثورة 25 يناير كان عبارة عن عروض عادية تتناول الأشياء التي لا تتعارض مع النظام الحاكم، مثل عرض مسرحي لشهر رمضان، أو تقديم عروض غير هادفة لا تعبر عن مضمون ملموس، وكنت لا تستطيع مثلا توجيه النقد لأي مسؤول في البلاد، كما يحدث في المجتمعات الغربية، فخلال عملي كمخرج تلفزيوني كان مسؤولي القنوات يرفضون هذه الأفكار الناقدة، خوفا من بطش النظام، فمثلا وقت أحداث غزة، جعلت العرائس في أحد البرامج تهتف ضد الاحتلال الصهيوني، وعرضت ما أشبه بمظاهرة، فوجدت مدير القناة قلقا جدا ولم يرحب بهذه الفقرة، أما أثناء الثورة وبعدها فقد تغير تناول الماريونت للمواضيع، وأصبحت السياسة تفرض نفسها على كل شيء، الماريونت أصبح يعبر عن كل شيء، أصبح هناك مناخ للحرية، على عكس ما سبق".
وعن تجربته في ميدان التحرير يقول: "اعتصمت 13 يوما في الميدان، وفي الأيام الأولى للثورة كنت في المنوفية، مسقط رأس الرئيس السابق مبارك، فكان علينا أن نعلن رفضنا لقدومه والعيش فيها، لأن الرؤساء يهتمون بمسقط رأسهم كما يفعل القذافي في مدينة سرت، ومع نزولي التحرير كان مبارك لم يتنح وعين عمر سليمان نائبا له، فنزلت بعروس لعمر سليمان، ورأيت أن الناس متعجبة لانتقادي له، فكانوا يرددون: "هو لسه عمل حاجة، نديله فرصة"، ولكن تحليلي الشخصي لمواقف عمر سليمان وعلاقته مع إسرائيل، جعلتني أنتقده، لم يكن الخوف حينها من مبارك، كنت أرى أن الخوف الحقيقي من عمر سليمان، لأنه وجه جديد ومن الممكن أن يضحك على الكثيرين، ولأن كل فنان كان يعبر عن انتقاده للأوضاع وثورته على طريقته الخاصة، صنعت دمية على شكل عمر سليمان، رئيس المخابرات المصرية السابق، وكتبت عليها (أنا هحكمكم 30 سنة، مع تحيات أولاد أبو سليمان) كنت أقوم بترقيصها على أغاني الثورة.
يستكمل وليد:"قدمت عرضا للرئيس المتنحي مبارك في ميدان التحرير، قبل التنحي بنحو يومين، ألبست الماريونيت البدلة الحمراء (بدلة الإعدام)، ورسمت نجمه داود على صدره والتي توحي بتواطئه مع الصهاينة، وعلى لافتة علقتها على صدره كتبت (فهمتكم)، فهذه الكلمة هي كلمة سر رحيل الرؤساء، فعندما قالها الرئيس التونسي بن علي رحل عن البلاد، ولم يقلها مبارك، كنا جميعا ننتظر هذه الكلمة، كنت أنتقد بأسلوب ليس به إهانة، لأن الفن يعبر عن أسلوب ساخر للاعتراض لا يتعارض مع الأخلاق، فالحرية ليست قلة أدب".
أضاف وليد: "أنا أهتم بالرؤساء، وأضع لهم جميعا نجمة داود على صدورهم وألبسهم جميعا بدل الإعدام، لأنه إذا ما حكم على أحدهم فسيكون الحكم بالإعدام، أما الرئيس السوري بشار الأسد، فقدمته في الميدان وفي برنامجي (جيل المستقبل) على قناة "الحكمة"، وأظهرته بالفتى الذي اعتلى كرسي الحكم دون متاعب وشقاء، لهذا فهو لا يدرك مدى أهمية شعبه ويضربهم بالصواريخ، صورته على أنه فتى طائش، حينما تواجهه مشكلة معينة يقوم بالرقص، والرقص هنا يدل على المراوغة والاستخفاف بعقول شعبه، فهو يقول لشعبه إذا واجهتكم مشكلة فارقصوا، ومن يستطع الرقص فليقابلني في الميدان، فهو يظن أنه وحده من يستطيع التلاعب، وأن شعبه ساذج لا يستطيع المراوغة مثله، هكذا قرأته وجسدته للناس".
أما العقيد الليبي معمر القذافي، فقدمته بعباءته ونظاراته الشهيرة، وهو يخطب للشعب الليبي، ويواجههم بكلماته وعباراته المشهورة مثل: "زنقة.. زنقة.. شبر.. شبر دار.. دار".
ويكشف صائد الضحكات عن أنه سيقدم هذه الدمى في أوبريت جماعي بعنوان "الخيانة العظمى"، وسوف يلعب بطولته كل الرؤساء الذين ثارت شعوبهم ضد حكمهم.

اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية وليد الشيخ.. صائد ضحكات ثوار التحرير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق