عاجل

الخميس، 21 يوليو 2011

سعار إعلامي وتهييج عنصري ضد المسلمين بالولايات المتحدة


واشنطن: ذكرت تقارير صحفية ان مسلمي أمريكا يواجهون حملة غير مسبوقة من الكراهية وتهييج الرأي العام الأمريكي ضدهم.
وبلغت هذه الحملة من الشراسة قدراً غير مسبوق حتى في الأيام التي تلت أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001 معتمدين على التأثير في شريحة كبيرة من الأمريكيين الذين يعتمدون على التلفاز والإذاعة كمصدر أساسي لثقافتهم .
وحسبما ذكرت صحيفة "الخليج" الإماراتية، تقف وراء هذه الحملة أهداف سياسية استخدمت الدين وأشخاصاً معروفين بضحالة مستوياتهم الثقافية، وأنهم مجرد صنيعة للآلة السياسية الأمريكية الجبارة، حولتهم إلى نجوم وأسماء معروفة، تبدو أخطر مما يتصور المرء، وخطرها يتهدد المجتمع الأمريكي المتعدّد الهوية.
وإذا كان الهجوم على الإسلام والأمريكيين، أو على أي دين أو معتقد آخر بهذا الشكل المهين، يبدو متناقضاً مع القيم الأمريكية المكتوبة، فإن هذه المرة وصل إلى درجة تصعب معالجته.
فالرسالة الواضحة هي الربط بين الإسلام والإرهاب، وتحضير الرأي العام الأمريكي للقبول مستقبلاً بالقضاء على المسلمين الأمريكيين، وقبول أفكار كانت قبل فترة تعدّ من قبيل الخيال، كجمع مسلمي أمريكا في معسكرات اعتقال دائمة، وهي ذات الأفكار التي بدأ البعض يلوح بها بالفعل، ووصل تأثيرها إلى إحجام كثير من المسلمين عن مجرد شراء بيت أو الاستثمار أو الاحتفاظ بمقتنيات وكأنهم يهيئون أنفسهم لهذه الخطوة .
فقبل مرور 24 ساعة على قرار محطة الإذاعة العامة الأمريكية "إن بي آر" بفصل المعلق جوان ويليامز بسبب تعليقاته المسيئة للمسلمين والإسلام، سارعت شبكة "فوكس" الإخبارية التي يمتلكها اليميني المتطرف الذي يعشق الصهيونية، روبرت موردوخ، إلى مكافأة ويليامز بعقد عمل مدته 3 سنوات وقيمته مليونا دولار، في إشارة ترحيب واضحة لكل من يرغب في الانضمام للحملة المتعصبة والمتشددة التي تشكل الشبكة بوقاً لها في الولايات المتحدة وحول العالم.
مكافأة ويليامز بهذا الشكل الفج، لم تنته عند هذا الحد، بل سارع رموز التيار الديني واليمين الصهيوني بتعضيدها عبر وسائل الإعلام، وعلى رأسها "فوكس"، وباستخدام الشبكة المعلوماتية، بل وصل الأمر إلى مطالبة الكونجرس بفتح تحقيق في تصرف الشبكة العامة التي تمول من التبرعات ومن وكالة الاتصالات الفيدرالية التابعة للكونجرس، والمطالبة بقطع الدعم المالي عن المحطة المعروفة بالرزانة والمصداقية والاعتدال والحرص على تمثيل الأمريكيين كافة، أياً كانت هويتهم الدينية أو الإثنية .
ولم تترك المرشحة الجمهورية لمنصب نائب الرئيس على البطاقة الانتخابية السابقة سارة بالين، ومعها رئيس مجلس الشيوخ الأسبق الجمهوري نيوت جنجريتش الفرصة تمر من دون نهش الإسلام والمسلمين، بزعم أن ما حدث هو انتهاك لحرية التعبير، فانتقدت بالين كتابةً طرد ويليامز لأنه تحدث بصراحة عن "مجرد التهديد الحقيقي الذي تواجهه بلادنا من قبل الإسلام الراديكالي"،
وتساءلت: "ألم يقتل الإرهابيون الإسلاميون آلاف الأمريكيين؟ لماذا أصبحت "إن بي آر" غير قادرة على تحمل مناقشة صادقة عن قضية مهمة مثل الإرهاب الإسلامي؟ لقد حان الوقت للكونجرس للتدخل لقطع الدعم عنها" .
جنجريتش ومعه مايك هوكابي مرشح سباق الرئاسة الأمريكي السابق وله أيضاً برنامج على شبكة "فوكس"، دعوا إلى حملة لمقاطعة محطة الإذاعة العامة، وهو الأمر الذي ردت عليه نائبة رئيس المحطة دانا ديفيز فقالت: "لم تكن المرة الأولى التي يخرق فيها ويليامز الخطوط العامة ويتجاوزها، وهذه المرة لم يترك لنا خياراً فاتخذنا قرارنا بلا ندم، فتعليقات ويليامز انتهكت أخلاقيات المهنة التي تمنع الصحافي من الترويج لأفكار غير مسموح بها على المحطة التي يعمل بها عبر محطات أخرى".
وفي حوار ويليامز مع راديو أمريكا والذي كان موضوعه "المسلمون و11 سبتمبر"، قال مقدم البرنامج، بيل أوريلي، ذو التوجهات المحافظة: "إن الحقيقة الجلية حالياً هي أن الخطر الأكبر الذي يهدد العالم يكمن في الجهاد الذي يحظى بدعم بعض الدول المسلمة وبتحريض منها".
وقال ويليامز إنه يتفق مع أوريلي على ذلك، مضيفاً: "عندما أركب الطائرة وأشاهد بعض الركاب المسلمين على متنها وهم يميزون أنفسهم بلباسهم الخاص، وهم كما تعلم يظهرون أنفسهم على أنهم مسلمون قبل أي شيء آخر، أشعر بالقلق والتوتر".
وقبل صدور قرار الإذاعة بطرد ويليامز، علق مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير"، على ذلك بالقول إن "تصريحات كهذه حول أقلية دينية أم عرقية تصدر عن صحفي أمر لا يمكن التسامح معه".
وأعلنت الإذاعة أن تعليقات ويليامز "لا تتناسب مع المعايير التحريرية للإذاعة، وتتنافى مع القواعد المتبعة فيها، كما أنها تسيء إلى صدقيته كمحلل أخبار في الإذاعة".


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق